قصيدة الأخطل في مدح يزيد بن معاوية مقاربــة أسلوبيــة
الكاتب : منال المحيميد نشر : الخميس, 10-يوليو-2008 04:07 صباحا شاهده : 924
يعد الأخطل شاعر الهجاء الأول في عصر بني أمية ، خاض في شعره معارك قوليه كان المنتصر فيها على الدوام ، ويعد الأسبق على ناظريه جرير والفرزدق كما ورد في الأغاني.
وفي هذه القصيدة يمدح يزيد بن معاوية مشيرًا إلى ماكان من أمره مع الأنصار وتهديدهم له حين هجاهم .
التقديم :
يعد الأخطل شاعر الهجاء الأول في عصر بني أمية ، خاض في شعره معارك قوليه كان المنتصر فيها على الدوام ، ويعد الأسبق على ناظريه جرير والفرزدق كما ورد في الأغاني.
وفي هذه القصيدة يمدح يزيد بن معاوية مشيرًا إلى ماكان من أمره مع الأنصار وتهديدهم له حين هجاهم .
ويفتتح قصيدته بمدخل وجداني يخاطب طلَلَي حبيبتــه ، ويتمنى لهما السلامة من الزوال والعفا ، وبهذا نراه يسير على سند وتقاليد القصيد الجاهلي الذي يبدأ بالأطلال ثم وصف الراحلة بعدها الغرض الشعري، وهذا الملمح واضح في القصيدة . لكن ما يميز الأخطل أنه شاعر ساخر من الطراز الأول نجده يخاطب الأطلال ثم يبدي تعجبا ممزوجـا بسخرية إذ كيف لابنة هانئ التغلبي الفائقة الجمال تزوجت رجلا دميمـًا !!
وتنهض هذه القصيدة على عدة أقطاب قوليـــه منها : ( ذكر الطلل وصواحبــه ، وصف رحلته ووصف المطيــة ، المــدح ) ويجوز تقسيمها أغراضيًا على النحو التالي كما ورد في الديوان :
1- من البيت الأول إلى البيت الثامن يمثل الوقوف على الأطلال وصواحبه
_ألا يا اسـلمَـا عَلى التقادم والبلــــى *** بــدومة خبت ، أيـــهــــا الطـــــلَّـلانٍ
إلى : إذا قُـلتُ أنسى ودهنَّ ، تعرَّضَت *** حبائلُ أخرى من بني الـــــحَـلَـفانِ
2- من قوله : خليلي ليس الرأي أن تذراني *** بدوية ، يـــعوي بها الصـديان
إلى : إذا غشياني هيلت النفس منهما *** قعشريرة ، وازددت خــــوف جــنان
يشكل هذا المقطع وصف الرحلـــة .
3- من قوله : لما رأيت الأرض فيها تضايق *** ركبت على هول لغير أوان
إلى : تصكُّ الهوادي مَنكـبِيـــه ورأســه *** فبالدم ليتــا عنـقــــــــه خضـــلان
تمثل وصف المطيـــة .
4- من قوله : فلولا يزيد ابن الإمام ،أصابتني*** قوارع يجـــــــنيها على لساني
إلى : فأقسمت لا آتــي نصيبـــين طائعــًا ***ولا السجن ، حتى يمضي الحرمان
يشكل هذا القسم الغرض الشعري الأساس وهو مدح يزيد بن معاويــة .
5- من قوله : ليالي لا يجدي القطا لفراخه *** لذي أبهر ، ماء ولا بحفان .
إلى : إلى كل قيض من ضــئيل ، كأنما *** تفلق في أفحوصه صـدفان .
خص هذا المقطع بوصف القطــا .
6- من قوله : أتأني ، وأهلي بالأزاغب ، وأنه *** تتابع من آل الــــصريح ثماني
إلى : ولمّـا نــأى الـــغايـــات جـدَّا كلاهمــــــا *** فلا ورد ، إلا دون مــا يردان
يمثل وصف السبــــــــــاق .
ومن الأقطاب الدلالية الهامة في التحليل الأسلوبي المعجم الصرفي ، ونظام التمثيل ، والمعاجم الشعرية التي تمثل الاختيار مستمدة بلا شك من مخيال الشاعر هذه الأطر تسمح بتركيبها على القصيدة .
أولا المعجم الصرفي :
دبج الشاعر قصيدته بالأسماء المشتقــة على تنوعها ، وبالحروف ، وأسماء المعارف وتنوع الأفعال والجموع ، لكنه كثف المشتقات لما تسميز به من الثبات والدوام،في وصفه لرحلته وراحلّتــه ووصف القطا والسباق وهذا مرتكز التحليــل ،ومن الملاحظ كذلك اقتصاره على ذكر الصفات دون الموصوفات ، ومن الصيغ التي وردت :
1- اسم الفاعل : دائــم ، فصاحب ، ومن الرباعي : مـُـقعِــرا ، مُـفـرِك .
2- اسم المفعول : مصحوبــا .
3- صيغ المبالغة: على وزن فعيــل: قريع ، عسيـــــــــب .
وعلى وزن فعّـال : ، هجان ، الخوان.
4- الصفات المشبهة : ما جاء على وزن فعلان: الرسفان ، الدبران ، اللحظان ، الحجلان، خضلان .
وعلى وزن فعلاء : الملســاء ، الدهمـــــاء .
وعلى وزن فَعل : غول ، سبط ، هول .
على وزن أفعل : الأعور ، أبهر .
5- ومن الأوزان المختلفــة الدالـــــــة على الجموع :
- قواتله على وزن فواعل> جمع كثرة .
- حبــائل على وزن فعائل .جمع كثرة ..
-أعــاصيرعلى وزن أفاعيل ، منتهى الجموع .
6- ومن المصادر الخاصة كذلك اسم المرة : على وزن فَعلَــة = نَــومـَـةً
** ومما يلفت الانتباه الإغراق في تعريف الصفات مثل :
دائم العسلان ، كيس اللحظان ، هيلت النفس ، بنية عقر ، قريع هجان ، عاقبتها الكف ، سبط العسيب ، بملساء كسراة ، رياح السَّفا، تراب العف ، دلو الماتح ، تصك الهوادي ، بقايا المح. ضرحن الحصى الحمصي وفيه تخصيص التخصيص خص الحصى ولكن ليس أي حصى بل حصى الحمصي وهو اسم مكان ، ذرعن الأرض ، تمطرت الدهماء ، ثياب البربري .
• ثانيـًا: إن هذه المشتقات مثلت المعنى المراد خير تمثيل ، وحملت بين طياتها وسائل الإدراك الحسي من الإبصار والسماع ، واللمس ومنها على سبيل المثال :
1- تمنية وصال برة .
الحركــة : يصور لنا الشاعر كيف أنه يتمنى أن يصل \\"برة\\" حتى لو كلفه سير الليل كله مقيدًا بقوله (الرسفان وهو المشي في القيد ).
2- حكايته مع الذئب والغراب في الصحراء .
- يصور حركة الغراب حينما يباعد الذئب بجناحية وبحركاته التي تترواح بين الخطــو والقفز وفي ذلك إدراك بصري وحركي .
3- نــاقة الشــاعر .
- يصف لنا حركة ناقته التي تجتاز المسافات البعيدة بسرعة .
الحركة والرؤيـــة :
- تتبدى لنا رؤية ضربه المتوالي على الناقة بالسوط عندما يصيبها التعب فيكون مشيها كالتبغيل محركة ذنبها ذا الشعر المسترسل ، وهنا جمع بين حاستي البصر واللمس .
- ومن الحركات تصويره عصف الرياح الحـارة التي تذري التراب في الأرض المستوية
- حركة الأتان التسع التي يسوقها أمامه وإثارة التراب بحوافراها
- رؤية اصطدامها ببعض فكأنها الدلو بالبئر .
- إن المتقدمة من الأتن كانت ترتد عليه وتطعنه بقرونها ؛ حتى اصطبغ عنقه بالدم .
4-الإدراك البصري في عالم القطـــــا :
- صور مدى هزل القطــا وهنا إدراك بصري .
- حركة فرخاها تحت الظل كأنهن أفاني إدراك بصري .
5- الإدراك ( البصري ، والحركي ) في السباق:
-صور حركة الخيل في السباق فكأن ناقلا جيدًا ومصورا بارعــًا نراه صور شدة عدّو الخيل حتى أنها بدأت تقذف الحصى وتذريها في كل مكان .
- عندما اجتازت الخيل تسعين غلوة حتى سبقت الدهماء الصلتان الذي كان ينافسها في السباق
- تصويره لكثرة العرق المتصبب من الفرسين في أثنا عدوهما.
- ثياب الفارس تطير بقوة فكأنها الريح ، وهذه مبالغة من الشاعر لإثبات سرعة خيل يزيد بن معاوية .
* إن الإدراك الحسي بأنواعــه يقرّب الصورة من الاكتمال لتتحول من حروف مرسومة إلى مشهد حيّ نابض بالحركة ومن الملاحظ أن الحركة تعج بالقصيدة وهذا يدل على أن العربـي لا يستقر بمكان كثير الارتحال .
___________________________
ثالثـًـا: حفلت القصيدة القديمة بمعاجم شتَّى مستمدة من مخيال الشاعر ابن البيئـة منها :
1- معجم المرض : (محصوبـًا= أي مصابًا بداء الحصباء)، (مدنفـًا= أي مثقلا بداء المرض ، أو مشرفـًا على الموت من شدة المرض .)، (الجوى = تعني السقم )
(يشفّـه =يوهنه أو يضعفه) ،( الأين= التعب الشديد)،(صردان= أصابهما البرد)
2- معجم القبائل : (برة = المقصود برة بن هانئ التغلبي فائقة الجمال تزوجت رجلا دميمًا يدعى الأعوربن بيان التغلبي:
وكيف يداويني الطبيب من الجوى *** وبرة عند الأعور بن بيان . )
(سالم ,أبان = قبيلتان ، بنو سالم من بني النمر بن قاسط ، وبنو أبان تغلبيّون من بني ثعلبة ) (بنو الحلفان= تغلبيّون من بني ثعلبة ) .
3- معجم الحيوان ويندرج تحته معجم الطيور : (الصديان= الهام والبوم) ، (حبشي =غراب أسود)، (جمالية = الناقة القوية الشبيهة بالجمل) ، (القريع = الفحل من الإبل )، (ذو خصل : ذنبها - الناقة- طويل الشعر ،و سبط = السهل المسترسل و العسيب= منبت الشعر والحاذ= ظاهر الفخذ و الأنساء عروق في القخذين ، كل ماسبق في وصف الناقة)، (المقذ= الشّـعر وموضعه خلف الأذن ) ، (اللِّيت= صفحة العنق) ، (المسحل= الحمار والوحشي) ، (ملساء السراة = هي أتن الحمار الوحشي القصير الشعر) (القطا= ج القطاة وهي طائر في حجم الحمام يعيش في الصحراء) ، (المح = صفار البيض) (القيض= قشرة البيضة العليا) ، (الصدفان= الصدف أو غشاء اللؤلؤ) ، (الصريح= فرس ليزيد بن معاوية ) ، (الدهماء= اسم فرس)،(الصلتان= اسم فرس)
4- معجم السّير : (الرسفان = المشي بالقيد )، (العسلان=سير الذئب ) ، (حضراني =دنوا مني) ، (الحجلان= نوع من السير) ، (غول النجاء= أي إنها تقطع _الناقة_ المسافات البعيدة بسرعة فائقة) ، (راوحت=ازدادت في سيرها) ،(التبغل= نوع من السير يشبه عدو البغال) (الخطران: التمايل والتباهي )، (أضر= دنا دنوًا شديدًا)،(هاجها=طردها) (الندفان= نثر التراب أو إثارته بحوافرها) ، (تصدع= أي تتصدّع وتتفرق) ، ( يصكها= يضربها بقوة) ، (درجت= مشت قليلا) ، (تفلق = تشقق) ، (السبق= السباق)، (ضرحن الحصى = رمين الحصى ) ، (ذرع = اجتاز)،(الورد السير السريع)
5- معجم الكهانة: (زجرت الطير = بمعنى تكهّنت مصيرك ، أوطالعت بختك)
6- معجم الفلك : (الضيقة = منزلة القمر إذا حلًّ بين نجمين وهي طالع نحس ) (النجم =تعني هنا الثريَّا ) ، ( الدبران = من منازل القمر ، وقيل منزل القمر في برج الثور.)
7- معجم الأرض: (دومة خبت = اسم موضع ) ، (الدوّيّة الفلاة الخالية التي لايُـسمع فيها إلاّ دويّ الريح ) ،(القفرة=الفلاة الخالية )، (الصحصح= الأرض المستوية)،(المتان=الأرض الغليظـة) ،(القف= ماغلظ من الأرض)،(نصيبين=بلدة في الشام ) ،( ذو أبهر وحفان= موضعان) ، (الأفحوص= موضع البيض) ، (الأزاغب= موضع لبني تغلب) ،(معتق= اسم جبل) ، (الحمصي= اسم مكان)
8- معجم الماء: الوشلان= مثنى الوشل، وهو الماء يسيل من صخرة أو جبل)
9- معجم أدوات الحرب: (عَـضـبٌ= سيف قاطع ) ، (السوط= أداة من حبل أو جلد تضرب بها الدواب ، أو يُجلد بها بعض المذنبين أو المتهمين) ،(القسي=ج قوس) ،
10المعجم الحضاري: (بنية عقر= أي الحصن أو القصر)، (الصحف= الرسائل ) ،
11معجم النبات: ( الإهان = الغصن الخالي من الثمر)،(الأفاني= نوع من النبات قصير القدّ يعلو عن الأرض مقدار شبر)
12-معجم المناخ ويندرج تحته معجم الرياح : (تيقضت =أ شتدّة حرها)، (وقدة وعكان = شدّة الحرواتقاده) ،(رياح السفا=الرياح الحارّة التي تذري التراب)،(الأعاصير = الريح القوية) ، ( الزفزف = الريح السريعة الباردة ) ، ( الزفيان= الريح التي لا تبقي ولاتذر)
13-معجم الأشهر : (الحرمان= أي شهرا رجب وشعبان) ،
14-معجم المحافل : ( محفل = مجتمع الناس)
** من الملاحظ أن القصيدة تشبه إلى حدّ كبير القصائد الجاهلية ، تحفل بمعجم الحيوان بشكل ظاهر ، والحركــة ، التي تعج بها ، كلها تؤكد على أن الشاعر ابن بيئتــــه يصور كل ما تقع عليه عينــه ويصوغ منها مادة شعرية تتشكل في الأغراض التي تكون القصيدة .
____________________________
رابعـًـا : نظــام التمثيـــل:
يقوم التصوير في القصيد القديم في الغالب على قاعدتين هما ( التناسب ، والقلب ) ومنها :
(أ)-قانون التناسب :
1مناسبة هامة مطيتة العظيمة والحصن أو القصر أو حتى كالفحل الذي يضرب في الإبل الكريمة(جُمالية غـُول النجاء كأنها *** بنية عقر أو قريع هجـان ) والطريف هنا استخدامه أكثر من تشبيـه للناقة لم يكتف بتشبيهها بالبناء الحصين بل شبهها كذلك بالفحل الكريم القويّ ؛حتى ترسخ في ذهن المتلقي مدى قوة تلك الناقة .
2-المناسبة بين ذنب الناقة ذو الشعر المسترسل الطويل الذي يبدو على فخذيها والغصن الخال من الثمر.( بذي خُـصل سبط العسيب ،كأنه *** على الحاذِ والأنساء غصن إهان ) .
3-جمع الشاعر بين صورة الحيوان والطبيعة لما بينهما من تناسب فنراه يصور شدة تعب راحلّتـه والعرق المتصبب من خلف أذنها على عنقها وكأنه ماء يسيل من صخرة أو نحوها .فــة .
4- الطريف في هذا البيت أنه جمع صورتين وبينهما تناسب ؛ أولا :شبه الأتان التي يسوقها ومناسبته للضرائر، ثانيـًا: هذه الأتان ضامرة البطن فكأنها القسي
(فصاحب تسعًــا ، كالقسي ، ضرائرًا *** يثرن تراب القف بالندفــــــان ). .
5- التناسب بين تمايلها (الأتان) وتصادمها واصطدام الدلو بجوانب البئر عندما يستقى منها الماء.
( تصدع أحيانـًـا ، وحينــًا يصكها *** صـــك دلـــو المـــاتح الرجـــوان)
6- التناسب بن هزل القطا جراء بحثها عن الماء في أماكن بعيدة والأفاني .
( يـُقـلص عَـن زغب صغارها ، كأنها *** إذا درجت تحت الظلال ، أفاني ) .
7- المناسبة بين المح الذي درجت منه الفراخ والحص المنتشر في بيت القيان .
( كأن بقايا المح من حيث درجت *** مفرك حـُـــــــص في مبيت قيان )
8- التناسب بين خروج الفراخ من بيضها واللؤلؤ الذي يشق الصدف .
( إلى كل قيض من ضئيل كأنما *** تفلق في أفحوصه صدفان ) .
9- التناسب بين كثرة العرق المتصبب من الفرسين أثناء عدوهما واستحمامهما ثمأصابتهما بالبرد ( كأنهما لما استحما ، وأشرفا *** سليبان من ثوبيهما صردان )
10 التناسب بين تطاير ثياب الفرس جراء سرعة الخيل والريح الشديدة.
( ب)قانون القلب :
الصورة الأقرب لقانون القلب في هذه القصيدة هي تشبيهه صحبة الذئب والغراب وحضورهما عند الشاعر إذا وضع زاده فكأنهما ضيفا يكرمهما من باب الاستعارة ..
(ج) الجمع بين الصفات والأحوال :
من الأساليب البارزة لتحقيق التوظيف في النص استعمال أسلوب الشرط والظرف باطراد ، وهذه السمة ظاهرة في هذه القصيدة منها :
1- الشاعر يكرم ويطعم ولا يشتاق لمن يكرمه في حال اقتربا الغراب والذئب منه وقت طعامه .( إذا حضراني عند زادي ، لم أكن *** بخيلا ، ولا صبًا إذا تركاني )
2- يسرع الغراب ويلتقط الطعام لحدة بصره إذا ألقى الشاعر شيئا من زاده .
( إذا ابتدرا ما تطرح الكف ، فاته *** به حبشي كيس اللحظـــــــــان )
3- يغشى الشاعر الخوف والقشعريرة متى ؟ إذا أقترب الغراب والذئب منه .
( إذا غشياني هلت النفس منها *** قشعريرة ، وازدر تخوف جنــــــان )
4- يشبه مشيّ دابته –الناقة- بسير البغل السريع ليس في كل الأحول ! بل عندما تتعب ويضربها مرة بعد أخرى بالسوط .
( إذا عاقبتها الكفُّ بالسوط راوحت *** على الأين والتبغيل بالخطــــــران \\")
5- يشبه صغار القطا الهزيلات من الجوع بالأفاني نوع من النبات قصير القـدّ
متى تشبهها ؟ إذا كانت هزيلة وتمشي وحيدة تحت الظلال .
(يـُـقلص عن زعب صغارِ ، كأنها *** إذا درجت تحتَ الظـّلال ، أفـانــــي) .
6- يصور الشاعر كثرة العرق المتصبب من الفرسين فكأنهما يستحمان في حالة واحدة ؛ أثناء عدوهما في السباق .
( كأنهما لمّـا اسـتحمّا ، وأشـــرفا *** ســــليبان من ثوبــــيهما صــــردان)
الكاتب : منال المحيميد نشر : الخميس, 10-يوليو-2008 04:07 صباحا شاهده : 924
يعد الأخطل شاعر الهجاء الأول في عصر بني أمية ، خاض في شعره معارك قوليه كان المنتصر فيها على الدوام ، ويعد الأسبق على ناظريه جرير والفرزدق كما ورد في الأغاني.
وفي هذه القصيدة يمدح يزيد بن معاوية مشيرًا إلى ماكان من أمره مع الأنصار وتهديدهم له حين هجاهم .
التقديم :
يعد الأخطل شاعر الهجاء الأول في عصر بني أمية ، خاض في شعره معارك قوليه كان المنتصر فيها على الدوام ، ويعد الأسبق على ناظريه جرير والفرزدق كما ورد في الأغاني.
وفي هذه القصيدة يمدح يزيد بن معاوية مشيرًا إلى ماكان من أمره مع الأنصار وتهديدهم له حين هجاهم .
ويفتتح قصيدته بمدخل وجداني يخاطب طلَلَي حبيبتــه ، ويتمنى لهما السلامة من الزوال والعفا ، وبهذا نراه يسير على سند وتقاليد القصيد الجاهلي الذي يبدأ بالأطلال ثم وصف الراحلة بعدها الغرض الشعري، وهذا الملمح واضح في القصيدة . لكن ما يميز الأخطل أنه شاعر ساخر من الطراز الأول نجده يخاطب الأطلال ثم يبدي تعجبا ممزوجـا بسخرية إذ كيف لابنة هانئ التغلبي الفائقة الجمال تزوجت رجلا دميمـًا !!
وتنهض هذه القصيدة على عدة أقطاب قوليـــه منها : ( ذكر الطلل وصواحبــه ، وصف رحلته ووصف المطيــة ، المــدح ) ويجوز تقسيمها أغراضيًا على النحو التالي كما ورد في الديوان :
1- من البيت الأول إلى البيت الثامن يمثل الوقوف على الأطلال وصواحبه
_ألا يا اسـلمَـا عَلى التقادم والبلــــى *** بــدومة خبت ، أيـــهــــا الطـــــلَّـلانٍ
إلى : إذا قُـلتُ أنسى ودهنَّ ، تعرَّضَت *** حبائلُ أخرى من بني الـــــحَـلَـفانِ
2- من قوله : خليلي ليس الرأي أن تذراني *** بدوية ، يـــعوي بها الصـديان
إلى : إذا غشياني هيلت النفس منهما *** قعشريرة ، وازددت خــــوف جــنان
يشكل هذا المقطع وصف الرحلـــة .
3- من قوله : لما رأيت الأرض فيها تضايق *** ركبت على هول لغير أوان
إلى : تصكُّ الهوادي مَنكـبِيـــه ورأســه *** فبالدم ليتــا عنـقــــــــه خضـــلان
تمثل وصف المطيـــة .
4- من قوله : فلولا يزيد ابن الإمام ،أصابتني*** قوارع يجـــــــنيها على لساني
إلى : فأقسمت لا آتــي نصيبـــين طائعــًا ***ولا السجن ، حتى يمضي الحرمان
يشكل هذا القسم الغرض الشعري الأساس وهو مدح يزيد بن معاويــة .
5- من قوله : ليالي لا يجدي القطا لفراخه *** لذي أبهر ، ماء ولا بحفان .
إلى : إلى كل قيض من ضــئيل ، كأنما *** تفلق في أفحوصه صـدفان .
خص هذا المقطع بوصف القطــا .
6- من قوله : أتأني ، وأهلي بالأزاغب ، وأنه *** تتابع من آل الــــصريح ثماني
إلى : ولمّـا نــأى الـــغايـــات جـدَّا كلاهمــــــا *** فلا ورد ، إلا دون مــا يردان
يمثل وصف السبــــــــــاق .
ومن الأقطاب الدلالية الهامة في التحليل الأسلوبي المعجم الصرفي ، ونظام التمثيل ، والمعاجم الشعرية التي تمثل الاختيار مستمدة بلا شك من مخيال الشاعر هذه الأطر تسمح بتركيبها على القصيدة .
أولا المعجم الصرفي :
دبج الشاعر قصيدته بالأسماء المشتقــة على تنوعها ، وبالحروف ، وأسماء المعارف وتنوع الأفعال والجموع ، لكنه كثف المشتقات لما تسميز به من الثبات والدوام،في وصفه لرحلته وراحلّتــه ووصف القطا والسباق وهذا مرتكز التحليــل ،ومن الملاحظ كذلك اقتصاره على ذكر الصفات دون الموصوفات ، ومن الصيغ التي وردت :
1- اسم الفاعل : دائــم ، فصاحب ، ومن الرباعي : مـُـقعِــرا ، مُـفـرِك .
2- اسم المفعول : مصحوبــا .
3- صيغ المبالغة: على وزن فعيــل: قريع ، عسيـــــــــب .
وعلى وزن فعّـال : ، هجان ، الخوان.
4- الصفات المشبهة : ما جاء على وزن فعلان: الرسفان ، الدبران ، اللحظان ، الحجلان، خضلان .
وعلى وزن فعلاء : الملســاء ، الدهمـــــاء .
وعلى وزن فَعل : غول ، سبط ، هول .
على وزن أفعل : الأعور ، أبهر .
5- ومن الأوزان المختلفــة الدالـــــــة على الجموع :
- قواتله على وزن فواعل> جمع كثرة .
- حبــائل على وزن فعائل .جمع كثرة ..
-أعــاصيرعلى وزن أفاعيل ، منتهى الجموع .
6- ومن المصادر الخاصة كذلك اسم المرة : على وزن فَعلَــة = نَــومـَـةً
** ومما يلفت الانتباه الإغراق في تعريف الصفات مثل :
دائم العسلان ، كيس اللحظان ، هيلت النفس ، بنية عقر ، قريع هجان ، عاقبتها الكف ، سبط العسيب ، بملساء كسراة ، رياح السَّفا، تراب العف ، دلو الماتح ، تصك الهوادي ، بقايا المح. ضرحن الحصى الحمصي وفيه تخصيص التخصيص خص الحصى ولكن ليس أي حصى بل حصى الحمصي وهو اسم مكان ، ذرعن الأرض ، تمطرت الدهماء ، ثياب البربري .
• ثانيـًا: إن هذه المشتقات مثلت المعنى المراد خير تمثيل ، وحملت بين طياتها وسائل الإدراك الحسي من الإبصار والسماع ، واللمس ومنها على سبيل المثال :
1- تمنية وصال برة .
الحركــة : يصور لنا الشاعر كيف أنه يتمنى أن يصل \\"برة\\" حتى لو كلفه سير الليل كله مقيدًا بقوله (الرسفان وهو المشي في القيد ).
2- حكايته مع الذئب والغراب في الصحراء .
- يصور حركة الغراب حينما يباعد الذئب بجناحية وبحركاته التي تترواح بين الخطــو والقفز وفي ذلك إدراك بصري وحركي .
3- نــاقة الشــاعر .
- يصف لنا حركة ناقته التي تجتاز المسافات البعيدة بسرعة .
الحركة والرؤيـــة :
- تتبدى لنا رؤية ضربه المتوالي على الناقة بالسوط عندما يصيبها التعب فيكون مشيها كالتبغيل محركة ذنبها ذا الشعر المسترسل ، وهنا جمع بين حاستي البصر واللمس .
- ومن الحركات تصويره عصف الرياح الحـارة التي تذري التراب في الأرض المستوية
- حركة الأتان التسع التي يسوقها أمامه وإثارة التراب بحوافراها
- رؤية اصطدامها ببعض فكأنها الدلو بالبئر .
- إن المتقدمة من الأتن كانت ترتد عليه وتطعنه بقرونها ؛ حتى اصطبغ عنقه بالدم .
4-الإدراك البصري في عالم القطـــــا :
- صور مدى هزل القطــا وهنا إدراك بصري .
- حركة فرخاها تحت الظل كأنهن أفاني إدراك بصري .
5- الإدراك ( البصري ، والحركي ) في السباق:
-صور حركة الخيل في السباق فكأن ناقلا جيدًا ومصورا بارعــًا نراه صور شدة عدّو الخيل حتى أنها بدأت تقذف الحصى وتذريها في كل مكان .
- عندما اجتازت الخيل تسعين غلوة حتى سبقت الدهماء الصلتان الذي كان ينافسها في السباق
- تصويره لكثرة العرق المتصبب من الفرسين في أثنا عدوهما.
- ثياب الفارس تطير بقوة فكأنها الريح ، وهذه مبالغة من الشاعر لإثبات سرعة خيل يزيد بن معاوية .
* إن الإدراك الحسي بأنواعــه يقرّب الصورة من الاكتمال لتتحول من حروف مرسومة إلى مشهد حيّ نابض بالحركة ومن الملاحظ أن الحركة تعج بالقصيدة وهذا يدل على أن العربـي لا يستقر بمكان كثير الارتحال .
___________________________
ثالثـًـا: حفلت القصيدة القديمة بمعاجم شتَّى مستمدة من مخيال الشاعر ابن البيئـة منها :
1- معجم المرض : (محصوبـًا= أي مصابًا بداء الحصباء)، (مدنفـًا= أي مثقلا بداء المرض ، أو مشرفـًا على الموت من شدة المرض .)، (الجوى = تعني السقم )
(يشفّـه =يوهنه أو يضعفه) ،( الأين= التعب الشديد)،(صردان= أصابهما البرد)
2- معجم القبائل : (برة = المقصود برة بن هانئ التغلبي فائقة الجمال تزوجت رجلا دميمًا يدعى الأعوربن بيان التغلبي:
وكيف يداويني الطبيب من الجوى *** وبرة عند الأعور بن بيان . )
(سالم ,أبان = قبيلتان ، بنو سالم من بني النمر بن قاسط ، وبنو أبان تغلبيّون من بني ثعلبة ) (بنو الحلفان= تغلبيّون من بني ثعلبة ) .
3- معجم الحيوان ويندرج تحته معجم الطيور : (الصديان= الهام والبوم) ، (حبشي =غراب أسود)، (جمالية = الناقة القوية الشبيهة بالجمل) ، (القريع = الفحل من الإبل )، (ذو خصل : ذنبها - الناقة- طويل الشعر ،و سبط = السهل المسترسل و العسيب= منبت الشعر والحاذ= ظاهر الفخذ و الأنساء عروق في القخذين ، كل ماسبق في وصف الناقة)، (المقذ= الشّـعر وموضعه خلف الأذن ) ، (اللِّيت= صفحة العنق) ، (المسحل= الحمار والوحشي) ، (ملساء السراة = هي أتن الحمار الوحشي القصير الشعر) (القطا= ج القطاة وهي طائر في حجم الحمام يعيش في الصحراء) ، (المح = صفار البيض) (القيض= قشرة البيضة العليا) ، (الصدفان= الصدف أو غشاء اللؤلؤ) ، (الصريح= فرس ليزيد بن معاوية ) ، (الدهماء= اسم فرس)،(الصلتان= اسم فرس)
4- معجم السّير : (الرسفان = المشي بالقيد )، (العسلان=سير الذئب ) ، (حضراني =دنوا مني) ، (الحجلان= نوع من السير) ، (غول النجاء= أي إنها تقطع _الناقة_ المسافات البعيدة بسرعة فائقة) ، (راوحت=ازدادت في سيرها) ،(التبغل= نوع من السير يشبه عدو البغال) (الخطران: التمايل والتباهي )، (أضر= دنا دنوًا شديدًا)،(هاجها=طردها) (الندفان= نثر التراب أو إثارته بحوافرها) ، (تصدع= أي تتصدّع وتتفرق) ، ( يصكها= يضربها بقوة) ، (درجت= مشت قليلا) ، (تفلق = تشقق) ، (السبق= السباق)، (ضرحن الحصى = رمين الحصى ) ، (ذرع = اجتاز)،(الورد السير السريع)
5- معجم الكهانة: (زجرت الطير = بمعنى تكهّنت مصيرك ، أوطالعت بختك)
6- معجم الفلك : (الضيقة = منزلة القمر إذا حلًّ بين نجمين وهي طالع نحس ) (النجم =تعني هنا الثريَّا ) ، ( الدبران = من منازل القمر ، وقيل منزل القمر في برج الثور.)
7- معجم الأرض: (دومة خبت = اسم موضع ) ، (الدوّيّة الفلاة الخالية التي لايُـسمع فيها إلاّ دويّ الريح ) ،(القفرة=الفلاة الخالية )، (الصحصح= الأرض المستوية)،(المتان=الأرض الغليظـة) ،(القف= ماغلظ من الأرض)،(نصيبين=بلدة في الشام ) ،( ذو أبهر وحفان= موضعان) ، (الأفحوص= موضع البيض) ، (الأزاغب= موضع لبني تغلب) ،(معتق= اسم جبل) ، (الحمصي= اسم مكان)
8- معجم الماء: الوشلان= مثنى الوشل، وهو الماء يسيل من صخرة أو جبل)
9- معجم أدوات الحرب: (عَـضـبٌ= سيف قاطع ) ، (السوط= أداة من حبل أو جلد تضرب بها الدواب ، أو يُجلد بها بعض المذنبين أو المتهمين) ،(القسي=ج قوس) ،
10المعجم الحضاري: (بنية عقر= أي الحصن أو القصر)، (الصحف= الرسائل ) ،
11معجم النبات: ( الإهان = الغصن الخالي من الثمر)،(الأفاني= نوع من النبات قصير القدّ يعلو عن الأرض مقدار شبر)
12-معجم المناخ ويندرج تحته معجم الرياح : (تيقضت =أ شتدّة حرها)، (وقدة وعكان = شدّة الحرواتقاده) ،(رياح السفا=الرياح الحارّة التي تذري التراب)،(الأعاصير = الريح القوية) ، ( الزفزف = الريح السريعة الباردة ) ، ( الزفيان= الريح التي لا تبقي ولاتذر)
13-معجم الأشهر : (الحرمان= أي شهرا رجب وشعبان) ،
14-معجم المحافل : ( محفل = مجتمع الناس)
** من الملاحظ أن القصيدة تشبه إلى حدّ كبير القصائد الجاهلية ، تحفل بمعجم الحيوان بشكل ظاهر ، والحركــة ، التي تعج بها ، كلها تؤكد على أن الشاعر ابن بيئتــــه يصور كل ما تقع عليه عينــه ويصوغ منها مادة شعرية تتشكل في الأغراض التي تكون القصيدة .
____________________________
رابعـًـا : نظــام التمثيـــل:
يقوم التصوير في القصيد القديم في الغالب على قاعدتين هما ( التناسب ، والقلب ) ومنها :
(أ)-قانون التناسب :
1مناسبة هامة مطيتة العظيمة والحصن أو القصر أو حتى كالفحل الذي يضرب في الإبل الكريمة(جُمالية غـُول النجاء كأنها *** بنية عقر أو قريع هجـان ) والطريف هنا استخدامه أكثر من تشبيـه للناقة لم يكتف بتشبيهها بالبناء الحصين بل شبهها كذلك بالفحل الكريم القويّ ؛حتى ترسخ في ذهن المتلقي مدى قوة تلك الناقة .
2-المناسبة بين ذنب الناقة ذو الشعر المسترسل الطويل الذي يبدو على فخذيها والغصن الخال من الثمر.( بذي خُـصل سبط العسيب ،كأنه *** على الحاذِ والأنساء غصن إهان ) .
3-جمع الشاعر بين صورة الحيوان والطبيعة لما بينهما من تناسب فنراه يصور شدة تعب راحلّتـه والعرق المتصبب من خلف أذنها على عنقها وكأنه ماء يسيل من صخرة أو نحوها .فــة .
4- الطريف في هذا البيت أنه جمع صورتين وبينهما تناسب ؛ أولا :شبه الأتان التي يسوقها ومناسبته للضرائر، ثانيـًا: هذه الأتان ضامرة البطن فكأنها القسي
(فصاحب تسعًــا ، كالقسي ، ضرائرًا *** يثرن تراب القف بالندفــــــان ). .
5- التناسب بين تمايلها (الأتان) وتصادمها واصطدام الدلو بجوانب البئر عندما يستقى منها الماء.
( تصدع أحيانـًـا ، وحينــًا يصكها *** صـــك دلـــو المـــاتح الرجـــوان)
6- التناسب بن هزل القطا جراء بحثها عن الماء في أماكن بعيدة والأفاني .
( يـُقـلص عَـن زغب صغارها ، كأنها *** إذا درجت تحت الظلال ، أفاني ) .
7- المناسبة بين المح الذي درجت منه الفراخ والحص المنتشر في بيت القيان .
( كأن بقايا المح من حيث درجت *** مفرك حـُـــــــص في مبيت قيان )
8- التناسب بين خروج الفراخ من بيضها واللؤلؤ الذي يشق الصدف .
( إلى كل قيض من ضئيل كأنما *** تفلق في أفحوصه صدفان ) .
9- التناسب بين كثرة العرق المتصبب من الفرسين أثناء عدوهما واستحمامهما ثمأصابتهما بالبرد ( كأنهما لما استحما ، وأشرفا *** سليبان من ثوبيهما صردان )
10 التناسب بين تطاير ثياب الفرس جراء سرعة الخيل والريح الشديدة.
( ب)قانون القلب :
الصورة الأقرب لقانون القلب في هذه القصيدة هي تشبيهه صحبة الذئب والغراب وحضورهما عند الشاعر إذا وضع زاده فكأنهما ضيفا يكرمهما من باب الاستعارة ..
(ج) الجمع بين الصفات والأحوال :
من الأساليب البارزة لتحقيق التوظيف في النص استعمال أسلوب الشرط والظرف باطراد ، وهذه السمة ظاهرة في هذه القصيدة منها :
1- الشاعر يكرم ويطعم ولا يشتاق لمن يكرمه في حال اقتربا الغراب والذئب منه وقت طعامه .( إذا حضراني عند زادي ، لم أكن *** بخيلا ، ولا صبًا إذا تركاني )
2- يسرع الغراب ويلتقط الطعام لحدة بصره إذا ألقى الشاعر شيئا من زاده .
( إذا ابتدرا ما تطرح الكف ، فاته *** به حبشي كيس اللحظـــــــــان )
3- يغشى الشاعر الخوف والقشعريرة متى ؟ إذا أقترب الغراب والذئب منه .
( إذا غشياني هلت النفس منها *** قشعريرة ، وازدر تخوف جنــــــان )
4- يشبه مشيّ دابته –الناقة- بسير البغل السريع ليس في كل الأحول ! بل عندما تتعب ويضربها مرة بعد أخرى بالسوط .
( إذا عاقبتها الكفُّ بالسوط راوحت *** على الأين والتبغيل بالخطــــــران \\")
5- يشبه صغار القطا الهزيلات من الجوع بالأفاني نوع من النبات قصير القـدّ
متى تشبهها ؟ إذا كانت هزيلة وتمشي وحيدة تحت الظلال .
(يـُـقلص عن زعب صغارِ ، كأنها *** إذا درجت تحتَ الظـّلال ، أفـانــــي) .
6- يصور الشاعر كثرة العرق المتصبب من الفرسين فكأنهما يستحمان في حالة واحدة ؛ أثناء عدوهما في السباق .
( كأنهما لمّـا اسـتحمّا ، وأشـــرفا *** ســــليبان من ثوبــــيهما صــــردان)
تعليقات