ملخص رسالة الدكتوراه ( عربي )



موجز رسالة دكتوراه في الأدب العربي والنقد
عنوان الرسالة : الحضارة البحرية في الشعر العربي إلى نهاية القرن التاسع الهجري: دراسة في الموضوع والأداء الفني.
الباحث: ناصر بن راشد بن شيحان
كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
   يضم عنوان هذا البحث الشعر الذي صوَّر تعامل العرب مع البحر، ومن أشكال ذلك التعامل ثقافتهم بالحياة البحرية، وركوب السفن للرحلة والغوص والنزهة والحرب، وأثر ذلك على خيالهم. 
    بدأ البحثُ بتمهيدٍ عن مفهوم الحضارة البحرية، وتاريخها عند العرب، ثم انقسمتْ الدراسة إلى بابين: الباب الأول: موضوعات الحضارة البحرية في الشعر، وتحته خمسة فصول، أولها: السفن زمن السلم، وفيه ثلاثة مباحث، المبحث الأول: الرحلة الصحراوية وعلاقتها بالبحر، وكان هذا المبحث تأصيلاً لذكر الحضارة البحرية في بواكير الشعر، واستمرارِ الإشارة إليها، ويُعدُّ مرحلةً مهمَّة أثَّرَتْ في خيال الشعراء، وارتبطتْ بحياتهم الصحراوية، واهتمامهم بالبيئة، وخطوةً متقدِّمةً في سلسلة الحضارة، والمبحث الثاني خُصِّص للرحلة البحرية حيثُ وردتْ في الشعر الجاهلي ثمّ ازدهرتْ حتى صوَّرتْ كُلَّ ما يتعلَّقُ بالبحر من سُفُن وملاحين ومُسافرين، وجاءتْ الرحلة النهرية مبحثاً ثالثاً يُسلِّط الضوء على ازدهارٍ باهر، وتنافسٍ حميم في وصف الطريق الجديد، والراحلة الجديدة إلى الممدوح. 
   وكان الفصل الثاني: السفن زمن الحرب، جاء مبحثه الأول للحديث عن الأساطيل البحرية وأهميتها، وطبيعتها، وجنودها، وأدواتها، وجاء مبحثه الثاني للحروب البحرية التي خاضتها تلك الأساطيل، مقرونةً بالحقائق التاريخية.
   وجاء الفصل الثالث: النشاط الإنساني، ليُكمِّل جوانب الحضارة البحرية، فتناولتُ في المبحث الأول: الغوص والصيد، وقد سجَّلهما الشعراء بدقَّة، ومهارة عالية، تصويراً، وتفاعلاً عاطفياً، كشف عن أحوال اقتصادية قديمة، وتواصل حضاري واجتماعيٍّ مؤثِّر، وجاء المبحث الثاني: المهرجانات والمجالس لينقل المشهد إلى استمتاع الناس بالأجواء البحرية، والإمكانات المتاحة في ذلك الوقت للتعبير عن فرحة الإنسان، والتنفيس عن همومه، وإقامة الـمُناسَبات السنوية، وخَتَمَ المبحثُ الثالثُ: المباني والمنشآت البحرية مظاهرَ الحضارة المادية ليدُلَّ على تحوُّل كبير في التعامل مع البحر، واستثمار حدوده، وطاقاته، في سبيل حياةٍ كريمةٍ للإنسان.
   أما الفصل الرابع: أثر الحضارة البحرية في نفسية الشاعر، فجاء مبحثه الأول عن: التأمُّل والمناجاة، وكَشَفَ مبحثه الثاني عن الخوف والرهبة التي تعتري الشاعر من البحر.
   وكان الفصل الخامس: تجليات الحضارة البحرية في أغراض الشعر، راصداً أكثر الأشكال الشعرية التي ورد فيها ذكر البحر، ومثَّل ذلكَ حضارةً معنوية متغلغلة في تراث العرب، ونمط تفكيرهم، فجاء المبحث الأول: في المدح، حيث وظَّف الشعراء البحر في الكرم والعطاء توظيفاً ينمّ عن إعجابهم وذهولهم منه حتى غدا نموذجاً سامياً للإنسان الكريم، وجاء المبحث الثاني: في الوصف، للدلالة على النفوذ الكبير الذي حظي به البحر قديماً في خيال العربي فشبَّه به الليل والجيش وكُلَّ شيءٍ أراد تكثيره، وكان المبحث الثالث: في الغزل، كاشفاً علاقةً وطيدة بين العاشق والبحر، إذْ يجِدُ فيهِ عالَماً ينأى به عن الرقيبِ، وأعين الحاسدين، ويغرق في الهوى والحبّ كما يغرقُ فيه، وجاء المبحث الرابع: في أغراضٍ أخرى، لتتبُّع تجليات البحر بصورةٍ أقلّ في الفخر، والهجاء، والحكمة، فتبيَّن أنَّ الشعراء وسَّعوا من دائرة استعمال البحر، وواكبوا مُتطلَّبات الفنّ ودوافعه.
   واشتمل الباب الثاني على الأداء الفنِّي، وفيه ثلاثة فصول، الفصل الأول خُصِّص للتناص  (intertextuality)الشعري، فجاء مبحثه الأول لتأثُّر شعر الحضارة البحرية بالقرآن الكريم ووردتْ فيه أمثلةٌ متنوِّعة اقتبَسَ فيها الشعراء مِمَّا وصَفَ به القرآنُ البحرَ وأمواجَه، وما ذَكَرَهُ من قصص الأنبياء، وبيَّنَ المبحث الثاني ظاهرةَ التأثُّر والتأثير بين الشعراء، من خلال استفادة بعضهم من بعض، في اللفظ، أو المعنى، واشتراكهم في كثيرٍ من الأفكار والصور، وانتهى التناص بالمبحث الثالث: تأثر شعر الحضارة البحرية بالأساطير، حيثُ لم يكن الشاعر بمعزلٍ عمّا يُشاع من أساطير قديمة حول البحر، وربطْتُ بعض الصور بما ترمزُ إليه.
   وخُصِّص الفصل الثاني للغة، فهي الأداة التي تنقلُ إلينا الأفكار، والقالب الذي تُصَبُّ فيه المعاني، وتعرَّضَ المبحث الأول: للمعجم اللفظي، من جهة الاستعمال وخصائصه، وجَمَعَ المبحث الثاني: المستوى الدلالي، كُلَّ عنصرٍ من عناصر الحضارة على حِدَة، لاستنباط دلالات الألفاظ الظاهرة، ومدلولاتها الباطنة، وإيحاءاتِها البعيدة، فجاء بتصوُّرات مهمَّة من استعمالات كُلِّ حقل، وفي المبحث الثالث: المستوى التركيبي، رُصِدتْ أهمَّ الظواهر الأسلوبية المتعلِّقة بتركيب الجملة، وانتهى الباب الفنِّي بالحديث عن الصورة في مبحثين، المبحث الأول عُرِضَتْ فيه مصادر الصورة التي استقى منها الشعراءُ صوَرَهُم، وأثَّرتْ في خيالهم، والمبحث الثاني دُرِستْ فيه أنواع الصورة الجزئية من تشبيهٍ واستعارة وكناية، والصورة الكُلِّية المرتبطة بتجربة الشاعر، والآفاق المحيطة بالنصّ.
     وانتهتْ الدراسة، بالخاتمة، ثم فهرس المصادر والمراجع، وفهرس المحتوى.
   وكانتْ أهم نتائج البحث ما يأتي:
1- كثرة ورود البحر وتنوُّع ألفاظه في الشعر العربي القديم.
2-  اهتمام الشعراء بوصف السفن وذكر أسمائها، وأنواعها.
3-  وصف الرحلة البحرية، وازدهارها في الشعر الأندلسي.
4-  كثرة وصف الرحلة النهرية وازدهارها في الشعر العباسي.
5-  اقتران وصف الناقة بالسفينة، والصحراء بالبحر، وعكس ذلك.
6- ارتباط تصوير مظاهر الحضارة البحرية بالمدح، وتَبَوُّءُ السفينة مكان الراحلة في الوصول إلى الممدوح.
7- تأثُّر بعض الشعراء في صورهم، وأفكارهم بالحضارة البحرية، وتوظيفها في شعرهم، وتجلِّياتِها في أغراضهم.
8-  وصف الأساطيل والحرب البحرية في الشعر العباسي، والأيوبي، وازدهاره في الأندلس. 
9- تصوير الشعر نشاط الإنسان في الغوص، والصيد، والمهرجانات، والمجالس البحرية، والمباني والمنشآت.
10-  تأثُّر نفسية الشاعر بالرحلة البحرية، وغلبة الخوف والرهبة على مشاعره.
11-  إسهام البيئة الطبيعة في تكوين الصورة الشعرية خاصةً الحيوان كالإبل والطيور.
12-  تلاقح الأفكار والمعاني بين الشعراء، واستفادة المتأخِّر من المتقدِّم، ووقوع التناص مع القرآن الكريم.
                                                                      

ليست هناك تعليقات:

 النص وتعدّد القراءات محمد محمود إبراهيم تبدو السمة الأساسية للقراءة هي الاختلاف والتباين بين أنماطها، فليس هناك قراءة وحيدة للنص، وإنما هنا...